تجمعنا جذور مشتركة بهم، كانوا من أمازيغي الجنوب المغربي بالأطلس الكبير. في أعماق جبال القبايل، اكتشفت مع بني جلدتي أن ثمة مغاربة نتحدث وأياهم لغة واحدة. وكان ذلك معطى مهما في الوقت نفسه الذي لا يكف فيه النظام الجزائري عن القول بأن اللغة القبايلية هي ضيفة الإستعمار. أحس بأنني قريب منهم و أتعذب من النظر إليهم وهم محملون على شاحنات دون أن استطيع القيام بأي شيء لفائدتها وهم إخوة لي . عوملوا بعنف و كسدوا بالشاحنات كالبهائم و رموا بوجدة.
كانت هذه الفترة من تاريخنا عصيبة . كنا نعيش في حالة استنفار دائمة إلا أنني محظوظ لأنه لم يتم تعييني في منطقة العمليات ضمن مجموعات التدخل المباشر، لذلك ، لم أشاهد شيئا مما يحدث على حدود التي كانت تستعير فيها لظى المعارك.
أنتمي الى الفرقة 56 الأوضاع شديدة الخطورة إلى الحد الذي سيمنا فيه فرقتنا ″فرقة الجحيم″ وقد قتل عدد كبير من شبانها أو أصيبوا بجراح وما تبقى منهم كان في عداد المختفين ولم يعثر ، حتى اليوم ، على جثثهم . أنا على يقين أن هناك أسرى جزائريين لازالوا يقبعون في السجون المغربية و أن هذه الحرب التي أشعلها بومديان عبثية.
رغم صغر سني وقتذاك ، أحسست بأن تهجير المغاربة من الجزائر بقرار سياسي وصمة عار كبيرة في جبين وهم الذين لا يحملون معهم رزما صنعوها للتو بايديهم وعلى عجل.
ادركت بالسليفة اننا بصدد حرب عملية دائرا في داخلي ضدها ولم ابنغ المشاركة في فصولها ، لو ارسلت الى جبهة القتال لا اعتقد انني سأكون قادرا على الاطلاق نصف رصاصة على مغربي قد يفعل هو ذلك لكن انا لن افعل ولن ارد عليه ان هو فعل لم تكن لدي شبهة للقتال ولا لأن يستعان بي لقتل اشقائي ، تركت هذه الفترة في وعيي اثرا لكابوس احس الان كما لو سرقت سنتان بكاملهما من شبابي.
Dernière édition par admin le Mar 3 Mar - 0:44, édité 1 fois