Ould Dada entre HassanII et Boumediéne
ضمن مذكرات الرئيس الموريتاني المطاح به في انقلاب عسكري يوم 10 يوليوز 1978، المختار ولد داداه. وهي المذكرات التي تضمنت معلومات جد هامة وغاية في السرية، تكشف لأول مرة، سمحت لنا بالتوقف عند علامات كثيرة تميز أصحاب القرار السياسي الرسمي بالمغرب والجزائر، مثلما عكست أساليب تدبير تميز هذا المسؤول أو ذاك. ومن خلال الخلاصات العامة لهذه المعلومات يتضح أن المغرب رسميا كان دائما هو الذي يعبر عن «حسن نية»، ربما من موقع اطمئنانه لقوة ملفه الحقوقي في الدفاع عن استكمال وحدته الترابية، فيما الأطراف الأخرى - خاصة بالجزائر - ظلت تناور من أجل خلق أسباب العطب للمغرب كدولة وأمة وشعب. ومن خلال تفاصيل هذه الحلقة سنقف مجددا عند كيفيات تدبير المسؤولين الجزائريين لأمر علاقاتهم مع بلادنا، التي مستحكم فيها الحكم المسبق بضرورة الإجتهاد لوضع الفخاخ أمام المغرب، من باب السعي لتحقيق الريادة المرتجاة للجزائر في كل الشمال الإفريقي. ودون رغبة في شتم المستقبل، فإن تطورات الأمور أكدت أن لا شئ تغير في سماء المغرب العربي، فلا المغرب ضعف ولا الجزائر تعقلت، لكن المؤكد هو أن فرصا هائلة عديدة ضاعت على الشعبين الشقيقين، والتاريخ يسجل من المسؤول حقا عن ذلك. لنقرأ هنا هذه التفاصيل الجديدة، كما أوردها المختار ولد داداه، في الصفحات 488 - 491 من كتابه، فهي تغني عن كثير كلام: « في أعقاب اللقاء الثاني [ يقصد اللقاء الذي جمعه بالرئيس الجزائري هواري بومدين بمدينة بشار قرب تيندوف في خريف 1975 ] أخبرت مضيفي بأنني أنوي المرور بالرباط، وسألته عما إذا كان لديه رسالة الى ملك المغرب، رغم ما يشوب علاقاتهما من توتر. فرد علي وقد عاوده مزاجه المرح: «... أعرف أنك تحمل في جبيك دائما غراء لرأب كل صداع وإصلاح ذات البين! ولكنك تعرف أن خلافي مع الحسن الثاني لا يمكن أن يجبره أي غراء عادي. فأنا إذن لا أحملك أي رسالة إليه، فليس لدي ما أقول له. غير أنه ينبغي أن يعلم أنه إذا ظل يتحداني فسوف أرفع التحدي...». وبعد أن دعوته إلى التهدئة، أطلعت مضيفي، قبل أن نفترق، على أنني أنوي التدخل بصورة شخصية لدى الملك من أجل أن يساهم في تخفيض التوتر الذي بلغ ذروته. ثم أضفت قائلا: « لو حصلت على أي عنصر جديد، فسأمر غداً أو بعد غد بالجزائر، لو سمحتم، قبل أن أعود الى نواكشوط ». وقد رد قائلا: « أنت تعرف أن الجزائر ترحب بكل على الدوام، ولكنني أطلب منك فقط إذا نويت المرور بالجزائر أن تعلمني عن طريق سفيرنا في الرباط كي يتسنى لي أن أستقبلك في المطار ». وقد وجدت الملك بالرباط تعلوه السكينة هادىء البال، وبادرني بالقول: « كيف حال السيد بومدين؟ ». ولخصت له بلغة دبلوماسية ما دار في لقاءات بشار دون أن أدخل فيما دار بيننا من جدل. وأخبرته أن الرئيس بومدين كان شديد الامتعاض من حملة الصحافة المغربية ضده خاصة الصورة الكاريكاتورية التي نشرتها جريدة « الرأي » [ لوبينيون ] وما رافقها من تعليقات وأنه غير راض البتة عن عدم تصديقه على معاهدات يونيو 1972. وقد أوضح الملك «أنه فيما يتعلق بالحملة الصحفية فهي حملة تشنها صحافة المعارضة ولا سلطة لي عليها. ثم إن الشعب المغربي عموماً، والنخبة السياسية منه خصوصا، غاضبة جداً من عدم عرفان الجزائريين بالجميل وبومدين منهم بالذات.
http://membres.multimania.fr/cherhakim/histoire.html
Dernière édition par Admin le Jeu 24 Avr - 23:23, édité 4 fois