[size=18]الجندية وتجربة الاهانة
أمامي ليلة واحدة للتفكير و الحسم ، اما الالتحاق بالخدمة العسكرية فورا او الانتظار قليلا قررت التخلص في اقرب اجل من هذا الواجب فالتحقت بالخدمة العسكرية بوهران.
كان ذلك سنة 1975 شهر بعد التحاقي انفجرت قضية امغالا اثر انزاع حول الصحراء الغربية ، وجدت الجزائر نفسها مرة اخرى في مواجهة مع المغرب وجدير ذكره أن هذا النزاع لازال مستمرا إلى ألان كان في أصل النزاع تشابك عنيف على اثر هجوم عنيف قامت به القوات المغربية على فريق جزائري في امغالا بالجنوب الغربي للصحراء المغربية قرب تنودوف لسفر عن مجزرة رهيبة أسابيع بعد ذلك ، نظم الجيش الجزائري عملية انتقامية في المنظمة نفسها أوقعت خسائر فادحة في صفوف المغاربة ، بلغ التوتر أوجه بين البلدين وفتيل الحرب بينهما قابل للاشتعال في أي وقت ، في هذه الظروف بالذات ، التحقت بالجندية نصحني أقربائي بخوض غمار التجربة العسكرية التقيت بمجندين من جميع أرجاء الوطن ، ما كان لي أن أتعرف إليهم لولا هذه المناسبة ، في قراره نفسي : أدرك أنني مقبل على تجربة صعبة وأتوجس من التجنيد كثيرا وهو الشيء الذي أكدته الأحداث فيما بعد ، مرة أخرى اثر في هذا الحدث بالغ التأثير والحق بي أعظم الضرر.
ليس في استطاعة من لم يعش هذه الفترة أن يفهم شيئا لذا يبدو لي أنه لابد من تذكير تاريخي وجيز يخص هذه الفترة وإلقاء نظرة على السياق السياسي.
كان بومديان يمسك بزمام الحكم منذ عشر سنوات والمناخ العام مضطرب ومتوتر كثيرا والوضع صعب ففضلا عن طبول الحرب التي تدق على حدودنا كان المجتمع برمته يعيش تحت وطأة الرعب يسود انطباع بكون مصالح استخبارات توجد في كل مكان وترقب كل صغيرة و كبيرة جو من الجاسوسية الحقيقية يهيمن على أجوائنا وأحوالنا.
عند وصولي إلى النكبة عينت في مصلحة المعدات ( أو الآليات ) وهو ما أتاح لي معاينة كل أشكال الشطط والامتيازات و التحقق فعلا بأن المؤسسة العسكرية ينخرها الفساد من كل جانب كنت مجندا جديدا لا تجربة له في الحياة وهو ما جعلني أحس، شيئا ما، بالضياع.
وتيرة التوتر في تصاعد يوما إلى أن تم إعلان حالة الاستنفار القصوى، استنفار من الدرجة الأولى وهو ما يعني اننا عمليا، في شبه حرب، ومع هذا الإعلان لم تعد تسلم رخص مغادرة الثكنات العسكرية نظريا، لكل مجند جديد الحق، بعد مرور 45 يوما من التكوين في رخصة مدتها 36 ساعة. بطبيعة الحال، كنت أنا و رفاقي ننتظر بفارغ الصبر هذه اللحظة.
ذات يوم، كنت أولى الحراسة عند باب الثكنة، فإذا بي أشاهد طابورا طويلا من الحافلات و الشاحنات و على متنها مئات من الرجال و النساء و الأطفال المغاربة. كانوا يقيمون دائما بالجزائر وتم طردهم عنوة في إتجاه وطنهم بأمر من بومديان. عاش بعضهم بالجزائر و يجهلون كل شيء عن المغرب ، ومع ذلك، و بقرار سياسي محض، ناتج عن تدهور العلاقات بين البلدين قرر النظام الجزائري إقتلاعهم منجذورهم بغير وجه حق . لازالت هذه الطوابير من المغاربة المهجرين تمر أمام ناظري و الذين لم يجدوا من الوقت ما يكفيهم حتى لأخذ الحد الأدنى من المتاع معهم ما كان يجري أمامي وقتذاك جائر بكل المقاييس. هؤلاء المهجرون أعرفهم و التقي بعدد منهم في القبايل . لم نجد معهم أبدا أدنى مشكلة ولم نواجه في علاقتنا بهم أفل القليل من الصعوبات.
أمامي ليلة واحدة للتفكير و الحسم ، اما الالتحاق بالخدمة العسكرية فورا او الانتظار قليلا قررت التخلص في اقرب اجل من هذا الواجب فالتحقت بالخدمة العسكرية بوهران.
كان ذلك سنة 1975 شهر بعد التحاقي انفجرت قضية امغالا اثر انزاع حول الصحراء الغربية ، وجدت الجزائر نفسها مرة اخرى في مواجهة مع المغرب وجدير ذكره أن هذا النزاع لازال مستمرا إلى ألان كان في أصل النزاع تشابك عنيف على اثر هجوم عنيف قامت به القوات المغربية على فريق جزائري في امغالا بالجنوب الغربي للصحراء المغربية قرب تنودوف لسفر عن مجزرة رهيبة أسابيع بعد ذلك ، نظم الجيش الجزائري عملية انتقامية في المنظمة نفسها أوقعت خسائر فادحة في صفوف المغاربة ، بلغ التوتر أوجه بين البلدين وفتيل الحرب بينهما قابل للاشتعال في أي وقت ، في هذه الظروف بالذات ، التحقت بالجندية نصحني أقربائي بخوض غمار التجربة العسكرية التقيت بمجندين من جميع أرجاء الوطن ، ما كان لي أن أتعرف إليهم لولا هذه المناسبة ، في قراره نفسي : أدرك أنني مقبل على تجربة صعبة وأتوجس من التجنيد كثيرا وهو الشيء الذي أكدته الأحداث فيما بعد ، مرة أخرى اثر في هذا الحدث بالغ التأثير والحق بي أعظم الضرر.
ليس في استطاعة من لم يعش هذه الفترة أن يفهم شيئا لذا يبدو لي أنه لابد من تذكير تاريخي وجيز يخص هذه الفترة وإلقاء نظرة على السياق السياسي.
كان بومديان يمسك بزمام الحكم منذ عشر سنوات والمناخ العام مضطرب ومتوتر كثيرا والوضع صعب ففضلا عن طبول الحرب التي تدق على حدودنا كان المجتمع برمته يعيش تحت وطأة الرعب يسود انطباع بكون مصالح استخبارات توجد في كل مكان وترقب كل صغيرة و كبيرة جو من الجاسوسية الحقيقية يهيمن على أجوائنا وأحوالنا.
عند وصولي إلى النكبة عينت في مصلحة المعدات ( أو الآليات ) وهو ما أتاح لي معاينة كل أشكال الشطط والامتيازات و التحقق فعلا بأن المؤسسة العسكرية ينخرها الفساد من كل جانب كنت مجندا جديدا لا تجربة له في الحياة وهو ما جعلني أحس، شيئا ما، بالضياع.
وتيرة التوتر في تصاعد يوما إلى أن تم إعلان حالة الاستنفار القصوى، استنفار من الدرجة الأولى وهو ما يعني اننا عمليا، في شبه حرب، ومع هذا الإعلان لم تعد تسلم رخص مغادرة الثكنات العسكرية نظريا، لكل مجند جديد الحق، بعد مرور 45 يوما من التكوين في رخصة مدتها 36 ساعة. بطبيعة الحال، كنت أنا و رفاقي ننتظر بفارغ الصبر هذه اللحظة.
ذات يوم، كنت أولى الحراسة عند باب الثكنة، فإذا بي أشاهد طابورا طويلا من الحافلات و الشاحنات و على متنها مئات من الرجال و النساء و الأطفال المغاربة. كانوا يقيمون دائما بالجزائر وتم طردهم عنوة في إتجاه وطنهم بأمر من بومديان. عاش بعضهم بالجزائر و يجهلون كل شيء عن المغرب ، ومع ذلك، و بقرار سياسي محض، ناتج عن تدهور العلاقات بين البلدين قرر النظام الجزائري إقتلاعهم منجذورهم بغير وجه حق . لازالت هذه الطوابير من المغاربة المهجرين تمر أمام ناظري و الذين لم يجدوا من الوقت ما يكفيهم حتى لأخذ الحد الأدنى من المتاع معهم ما كان يجري أمامي وقتذاك جائر بكل المقاييس. هؤلاء المهجرون أعرفهم و التقي بعدد منهم في القبايل . لم نجد معهم أبدا أدنى مشكلة ولم نواجه في علاقتنا بهم أفل القليل من الصعوبات.
Dernière édition par Admin le Dim 29 Juin - 22:14, édité 1 fois