جمعية مغربية تحتفل بالعيد الوطني الجزائري
في سابقة من نوعها في تاريخ العلاقة المغربية الجزائرية. سيحتفل مواطنون مغاربة بالعيد الوطني للجزائر. الأمر لا يتعلق بخبر عاجل مختلق أو كذبة أبريل، و إنما هو خبر صحيح أكده أصحابه و أوردوه في موقعهم على شبكة الانترنت فقد قرر المكتب الوطني لجمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر. في اجتماعه يوم خامس غشت 2007 بمناسبة تنظيم الندوة الدولية و الأيام التواصلية بمدينة الناظور و التي استمرت ثلاثة أيام: ثالث و رابع و خامس غشت من السنة الجارية هذه الندوة التي حضرها عدد كبير من المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر القادمين من مختلف المدن المغربية إضافة لأعداد من الضحايا الدين قدموا من الديار الاروبية خاصة بلجيكا و فرنسا التي يوجد فيها فرع تابع للجمعية يترأسه الدكتور محمد الشرقاوي. هذا النشاط الإعلامي الذي نظمته الجمعية المذكورة أعلاه توج بإصدار بيان ختامي تطرق فيه أعضاء المكتب الوطني إلى مختلف المراحل التي قطعتها الجمعية و مختلف العراقيل التي تضعها بعض الجهات في طريقها قصد عرقلة مسيرتها و أفاق العمل المستقبلي و الوسائل التي يجب استعمالها.كذلك الأنشطة التي ستقوم بها الجمعية. من ضمن هذه الأنشطة الاحتفال بيوم فاتح نوفمبر 54 تاريخ انطلاق الثورة الجزائرية التي أدت إلى تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي. و عند سؤالنا لرئيس الجمعية محمد الهرواشي عن مغزى احتفال المغاربة بعيد الثورة الجزائرية. أجاب أن الذين يستذكرون الأحداث التاريخية و يقيمون لها احتفالات. هم الذين صنعوا تلك الأحداث. و الثورة الجزائرية التي انطلقت من أول نوفمبر 54 شارك فيها عدد كبير من المواطنين المغاربة الذين كانوا يستقرون بالجزائر. و هم حينما ضحوا بأموالهم و أنفسهم لم يكونوا يضحون من اجل قضية لا تعنيهم و ليست لهم فيها لا ناقة و لا جمل.
بل لم يكونوا يفرقون بينهم و بين الجزائريين. و أكثر من ذلك فقد كانوا يقدمون على تضحيات لم يستطع الجزائريون أنفسهم الإقدام عليها، و هذا ما عرضهم لانتقام مضاعف من طرف القوات الفرنسية حيث كان الجيش الفرنسي يعمد إلى قتلهم فور القبض عليهم و إلى حرقهم أحياء في بعض الأحيان كما حدث مع الشهيد شعيب لمريني في منطقة سعيدة. إلا أن السلطات الجزائرية جازته على شجاعته حيث أطلقت اسمه على احد شوارع مدينة سعيدة. " و جازت" ابنته سنة 1975 حيث نكلت بها و رمت بها إلى الحدود المغربية دون اعتبار لكرامة والدها و نفس الشيء فعلته سلطات جزائر الثورة مع المغاربة الآخرين. حيث جردتهم من أموالهم و ممتلكاتهم و رمت بهم خارجا بالرغم من حملهم بطاقة مجاهد أو صفة ابن الشهيد أو أرملة الشهيد، و هذه العينة من المواطنين المغاربة هي التي ستحتفل بذكرى أول نوفمبر لأنها ضمن صانعي هذا التاريخ الذي إلى الآن عدة أيادي متسخة في الجزائر تحاول محو هذه الصفحات المجيدة التي سطرها المغاربة. من تاريخ الثورة الجزائرية. و أن الاحتفال بهذا اليوم التاريخي يرمي كذلك إلى تذكير المجاهدين الجزائريين و أبنائهم و أحرار الجزائر بالجريمة التي اقترفها نظام بومدين و ظباط فرنسا في حق أناس رفعوا راية الجزائر عاليا.