هل أعطى السلطان محمد بن يوسف الأمر بتصفية رجال المقاومة؟
بقلم: الدكتور محمد وحيد
Tuesday, March 10, 2009
هل كان إبراهيم الروداني ومحمد الزيراوي يحرضان الناس على عدم المشاركة في تشييع جنازة المقاوم لحسن الگلاوي؟
هل الأمر يتعلق بنية مبيتة للتحريف أم أعطاب في الذاكرة؟
مغرب بدايات الاستقلال... حقول الألغام:
من المؤكد استحالة الإلمام بجميع وقائع تاريخنا الوطني دون حصول مقاربة متكاملة يسهم فيها الفاعلون ومعاصروهم والباحثون الساعون في بلوغ الحقيقة، بعيدا عن الحمولات الايديولوجية المغرضة، حتى تكون الخلاصات المتوصل إليها منسجمة بل متماهية مع الحقائق التاريخية، وهذا شرط أساسي لقبولها من لدن الجميع.
مناسبة هذا الكلام إثارة مجلة "نيشان" في عددها رقم 190، 27 فبراير ـ 5 مارس 2009 لموضوع الاغتيالات ومختلف عمليات الاضطهاد التي مرت انطلاقا من أواخر سنة 1955 بعد عودة السلطان محمد بن يوسف من منفاه، واستمرت طيلة 1956.
ومن دون شك تنطوي مقاربة هذا الموضوع على كثير من مخاطر الانزلاق المنهجي والفكري، ولذلك يتعين توفر شرطين أساسيين أولهما الانصات لجميع الفاعلين في وقائع الفترة ومعاصريهم، وثانيهما النزاهة الفكرية والمقصود بها الابتعاد عن المرامي الايديولوجية المغرضة، لذا فإن السطحية التي عولج بها هذا الموضوع الذي مازال يثير حساسية شديدة لم ترفع اللبس الذي مايزال جاثما أمام المقبلين لأول مرة على مقاربة تاريخ المغرب خلال سنوات فجر الاستقلال خاصة سنة 1956، بل تم تكريس هذا اللبس، فمن الطبيعي إذن أن يتولد الاعتقاد بأننا مانزال بعيدين عن الحقيقة المنفلتة من عقالها.إننا واثقون من أن "نيشان" بإثارتها لموضوع الاغتيالات السياسية في مغرب بدايات الاستقلال إنما كانت تنطلق من الرغبة في إنتاج المعرفة، أي الحقيقة المجردة من كل المرامي أو الأهواء السياسية المتحاملة، لكنها سقطت في منزلق منهجي خطير وهو الركون إلى شهادة فاعل في وقائع الفترة، تجمع الكثير من الروايات والوقائع على تورطه في الجرائم السياسة التي راح ضحيتها عدد غير يسير من رجال المقاومة وغيرهم، وكان معظم الضحايا من منظمة الهلال الأسود التي لم يترك لها خصومها فترة لالتقاط أنفاسها، فأجبرت بعد استعادة السيادة الوطنية على الدخول في صراع مع حزب الاستقلال الذي احتوى "المنظمة السرية" وسخرها لاضطهاد خصومه، فحاول المقاوم عبد الله الحداوي (1939 ـ 1956) الحفاظ على الهلال وقاوم كثيرا مختلف الإغراءات التي كان المهدي ابن بركة على الخصوص يتقدم بها لاستقطاب رجال المقاومة للضغط بهم على القصر كخطوة أولى نحو إقامة نظام شمولي، على غرار الأنظمة التوليتارية التي كانت سائدة في أوروبا الشرقية على الخصوص، ولما لم تنجح كل الاغراءات تم اغتيال عبد الله الحداوي وثلاثة من رفاقه ليلة السبت 29 يوليوز 1956، وكان القتلة رجال أمن ينتمون للدائرة السابعة للأمن المعروفة لدى البيضاويين ب "الساتيام" التي كان يشرف عليها الحسين الصغير ويساعده أحد أبرز الفاعلين في وقائع جرائم الاغتيال السياسي الذي اعتمدت نيشان شهادته!
بقلم: الدكتور محمد وحيد
Tuesday, March 10, 2009
هل كان إبراهيم الروداني ومحمد الزيراوي يحرضان الناس على عدم المشاركة في تشييع جنازة المقاوم لحسن الگلاوي؟
هل الأمر يتعلق بنية مبيتة للتحريف أم أعطاب في الذاكرة؟
مغرب بدايات الاستقلال... حقول الألغام:
من المؤكد استحالة الإلمام بجميع وقائع تاريخنا الوطني دون حصول مقاربة متكاملة يسهم فيها الفاعلون ومعاصروهم والباحثون الساعون في بلوغ الحقيقة، بعيدا عن الحمولات الايديولوجية المغرضة، حتى تكون الخلاصات المتوصل إليها منسجمة بل متماهية مع الحقائق التاريخية، وهذا شرط أساسي لقبولها من لدن الجميع.
مناسبة هذا الكلام إثارة مجلة "نيشان" في عددها رقم 190، 27 فبراير ـ 5 مارس 2009 لموضوع الاغتيالات ومختلف عمليات الاضطهاد التي مرت انطلاقا من أواخر سنة 1955 بعد عودة السلطان محمد بن يوسف من منفاه، واستمرت طيلة 1956.
ومن دون شك تنطوي مقاربة هذا الموضوع على كثير من مخاطر الانزلاق المنهجي والفكري، ولذلك يتعين توفر شرطين أساسيين أولهما الانصات لجميع الفاعلين في وقائع الفترة ومعاصريهم، وثانيهما النزاهة الفكرية والمقصود بها الابتعاد عن المرامي الايديولوجية المغرضة، لذا فإن السطحية التي عولج بها هذا الموضوع الذي مازال يثير حساسية شديدة لم ترفع اللبس الذي مايزال جاثما أمام المقبلين لأول مرة على مقاربة تاريخ المغرب خلال سنوات فجر الاستقلال خاصة سنة 1956، بل تم تكريس هذا اللبس، فمن الطبيعي إذن أن يتولد الاعتقاد بأننا مانزال بعيدين عن الحقيقة المنفلتة من عقالها.إننا واثقون من أن "نيشان" بإثارتها لموضوع الاغتيالات السياسية في مغرب بدايات الاستقلال إنما كانت تنطلق من الرغبة في إنتاج المعرفة، أي الحقيقة المجردة من كل المرامي أو الأهواء السياسية المتحاملة، لكنها سقطت في منزلق منهجي خطير وهو الركون إلى شهادة فاعل في وقائع الفترة، تجمع الكثير من الروايات والوقائع على تورطه في الجرائم السياسة التي راح ضحيتها عدد غير يسير من رجال المقاومة وغيرهم، وكان معظم الضحايا من منظمة الهلال الأسود التي لم يترك لها خصومها فترة لالتقاط أنفاسها، فأجبرت بعد استعادة السيادة الوطنية على الدخول في صراع مع حزب الاستقلال الذي احتوى "المنظمة السرية" وسخرها لاضطهاد خصومه، فحاول المقاوم عبد الله الحداوي (1939 ـ 1956) الحفاظ على الهلال وقاوم كثيرا مختلف الإغراءات التي كان المهدي ابن بركة على الخصوص يتقدم بها لاستقطاب رجال المقاومة للضغط بهم على القصر كخطوة أولى نحو إقامة نظام شمولي، على غرار الأنظمة التوليتارية التي كانت سائدة في أوروبا الشرقية على الخصوص، ولما لم تنجح كل الاغراءات تم اغتيال عبد الله الحداوي وثلاثة من رفاقه ليلة السبت 29 يوليوز 1956، وكان القتلة رجال أمن ينتمون للدائرة السابعة للأمن المعروفة لدى البيضاويين ب "الساتيام" التي كان يشرف عليها الحسين الصغير ويساعده أحد أبرز الفاعلين في وقائع جرائم الاغتيال السياسي الذي اعتمدت نيشان شهادته!
Dernière édition par admin le Mar 10 Mar - 21:53, édité 1 fois