@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
من يخاف من موضوع فتح الحدود البرية المغربية الجزائرية؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
من يخاف من موضوع فتح الحدود البرية المغربية الجزائرية؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
يبدو أن حرارة الصيف في الجزائر جعلت المنابر الإعلامية التابعة للعسكر لا تفهم دلالات ومعاني خطاب الملك محمد السادس الأخير، والذي ألقاه بمناسبة عيد العرش (الجلوس)، حقيقة هذه الأيام في شمال إفريقيا الجو الحار لا يناسب مزاج البعض. فبمجرد ما يشير مسؤول مغربي إلى حالة العلاقات المغربية الجزائرية حتى تشهر هذه الصحف المجهرية في الجزائر ألسنتها السليطة و تشرع في الشتم و القذف و التجريح و التحقير متهمة المغاربة بالتدخل في شؤون الجزائر الداخلية (مرض قديم عند الساسة لم ينفع معه أي علاج).
فماذا جاء في الخطاب حتى تقرر تلك الأقلام م الطفيلية و المرتزقة تشكيل طابور طويل متراص للتشكيك في كل ما جاء به ملك المغرب من أفكار تقدمية لحلحلة الوضع في منطقة شمال إفريقيا و تطبيع العلاقات مع الجزائر و ذلك بأعصاب باردة و عقل متفتح ورصين؟ لندع تلك المنابر المشبوهة و المعروفة في داخل الجزائر وخارجها تتلذذ بالدولارات التي قبضتها من أولياء نعمتها و تكتب ما يوحي به أسيادها إليها . و حتى يتعرف القارئ على جوهر ما جاء في الخطاب البرنامج للملك الشاب و أهم محاوره و السبب الذي جعل صحافة العسكر تقابله بالشتم والنقد والقذف، وهذا بالمناسبة سلوك ألفناه منذ زمان من أشباه الصحافيين الجزائريين الذين وظفوا جهلهم و سلاطة ألسنتهم في سب الناس و هجاءهم و تلفيق التهم إليهم سواء بسبب أو بدون سبب.
نظرا لهذا الكم الهائل من الهجاء الصادر من الجزائر و باللغتين !!، عدت لأتفحص خطاب محمد السادس، أبحث عن المؤامرة والمناورة فيه، فلم أجد شيئا من ذلك على الإطلاق، بل بالعكس، كل ما عثرت عليه هو كلام سياسي متوازن و متفائل قصد من وراءه الملك الشاب كسب رهان المستقبل في المغرب و في محيطه الإقليمي المباشر .
ليسمح لي القارئ أن أعطي لمحة مختصرة عن بعض الأفكار الأساسية التي تناولها الخطاب الملكي تاركا حرفة البوليميك العقيمة لورثة الحطيئة و ابن الرومي في الجزائر. فملك المغرب حلل في كلمته إلى الشعب المغربي الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي لبلده بناءا على حجج و براهين و مراجع علمية، فأبان خلال هذا الخطاب عن اطلاع واسع للحالة العامة التي تعرفها العلاقات المغربية الجزائرية.
و هكذا و مباشرة بعد إلقاء الملك محمد السادس لخطابه بمناسبة الذكرى التاسعة لجلوسه على العرش، و الذي تناول فيه ككل سنة حالة البلاد الحالية والمستقبلية و دور و مواقف المغرب في السياسة الدولية، مقدما حصيلة ما أنجز من مشاريع و ما تبقى منه مع عرض كل الاختلالات الداخلية و الاكراهات الخارجية التي تحد من سرعة النمو الاقتصادي للبلاد، منتقدا كذلك كل الجيوب التي تقاوم مشروعه في التغيير و الإصلاح . مناسبة كذلك أعطى فيها ملك المغرب كشفا كاملا ومفصلا عن السياسية التي ينهجها حاضرا و مستقبلا و عن الأمراض الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية الطفيلية التي تعرفها البلاد و التي عرفتها بعض الشعوب المتقدمة في مراحل معينة من تقدمها،