أستسمح على هذه الألفاظ الكريهة التي تنفلت مني في حق الإخوة الجزائريين.. أعذروني أرجوكم..فأنا كثير من الأحيان أفقد السيطرة على فرامل نفسي و أطلق ما لا يليق بالأدب و لا بسمعتي خاصة عندما أصل الى منعرجات الماضي..عندما أتذكّر..و الذكرى تألمني..و المصاب يتجسّد لي ، تفور "مصارين" رأسي و يشدّني "الكوليك" و أرى أنني معذور و لا بأس في هذا التنكيل بالجزائر و أنّها تستحق ذلك...
أنا انسان مؤمن بالله ، و أعرف أنّ الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس يحبهم الله و أنّ المؤمنون إخوة و اسلحوا بين أخويكم و الصفح و الصلح خير..أعرف أني بهذا الحقد و البغظ أني منتهكا لحدّ من حدود الله و لا يجب عليّ ذلك ، كمسلم ملتزم..أعرف كل هذا و ذاك و أكثر لكن اعذروني إخوتي في الدين ، فأخوكم تسكنه جنّيّة توسوس له أنكم كنتم السبب في موت أمي..و أنكم بتلك الغصّة التي "ركّبتموها" لها و التي حملتها معها الى مثواها الأخير ، تُأكّد لي بما ليس في ذلك أدنى شكّ بأنّكم فعلا قتلة حاضنتي و سندي ، "الحاجّة خضرة" ، و تزيد قناعتي بهذا الإتهام لكم عندما أقف عند السنوات الأخيرة من حياتها و التي ما فتئت تذكر و تردّد ما خوّلته من وراء ظهرها من رزق و عيش كريم أنتزع منها غصبا و ظلما و عدوانا...إنّه الضرّ الذي كان يسكنها و الذي جاء يفصح في الأخير عن تضاريسه...قالوا "خضرة" مصابة ب"الألزيمر" و كبرت...أقول "خضرة ماتت ب"الفقعة" و نطقت بما كانت تخفيه و تقاومه ..."الألزيمر" ليس هو بفقدان الذاكرة كما هو مشاع و إنما "الإلزيمر" هو الذاكرة القوية..هي الحقيقة التي طالما كانت متوارية و مكبوتة تحت أنفة و قوّة الضحية لتأتي بعد انهيار المرء لتنفجر ، كانت "خضرة" المسكينة تتكلم في مناسبة و في غير مناسبة عن الجزائر..عن منزلنا الكبير و عن حبات العرق الزكية و المرصّعة بالياقوت و المرجان التي اغتصبت و راحت مع السياسة التي كانت "خضرة" بريئة و لا تفقه منها شيئا...ما كانت تعرفه "الحاجة خضرة " و "الحاج" و كل الناس الأبرياء ، هم أنهم كانوا عبادا لله في أرضه الواسعة يسعون بجدّ في مناكبها..و أمام هذه المأساة..و تلك الآلام و تلك الليالي الحزينة التي جرّدتم الناس فيها من ممتلكاتها و الطريقة المهينة التي تصرّفتم بها معهم ، يجعل مني فظاّ غليظ القلب و لا تسكنني رحمة معكم ، لأن ما فعلتموه في حقنا عيب...و الله عيب و هذا هو المصطلح الذي يليق بذلك الحدث و ليس كلمة الشوهة كما اسطلح عليها الأخ عبدالجليل....لقد دمّرتمونا و قدمتم الى ما بنيناه و جعلتموه قاعا صفصفا
في الأخير أقول لكم بلا رياء و بدون أن أزكي نفسي أن صديقكم "الدبورتي" يبقى انسان طيّب ، فقط على الجزائر أن تتحلّى بعين الحكمة و شيئ من المنطق و الجرأة و تفصح بشجاعة و تبادر بالإعتذار لما ارتكبته في حق ناس أبرياء طيلة حياتهم في الجزائر كانوا مصلحون غير مفسدون و بهذا ستساعدني الجزائر في المثول للشفاء و الغرام بكم و أعفو بعد ذلك و إن كان الإعتذار في الأصل و مهما بلغ فلن يرقى كيفما الحال الى مستوى جبر الضرر إلاّ أنه يبقى مقبولا و لعلّي أجد فيه العزاء...الدواء... على الأقل "بردك يا زعاف"
أستسمح مرة أخرى...و ارتقبوا خرجاتي المتضاربة و لا يأخذكم مني العجب و أحذّركم أن لا تأمنوا جنبي ففراملي ليست دائما بقوية و عجلات قلبي سرعان ما تنزلق و تدوس على أخضركم و يابسكم...انتباه : خط متساوي ، ممنوع "الدوبلاج" ....