توفيق مدين ينجح في تصدير آلة الذبح لعيون الساقية الحمراء
لقد كانت فعلا مجزرة في العيون كما حذر منها قادة البوليساريو قبل وقوعها بثلاثة أسابيع ...ما كادت أن تنصب بضعة خيام في منطقة اكديم إيزيك حتى فاجأتنا تحذيرات قادة البوايساريو من وقوع مجزرة في هذا المخيم ، وعلقنا ببلاهة وسذاجة وربما ببلادة أن الأمر لا يعدو أن يكون تهويلا لأن الجهات الرسمية المغربية تعاملت مع هذا التجمع الاحتجاجي تعاملا احترمت فيه مطالبهم الاجتماعية ..وكنا كلما سمعنا أن مجزرة ستقع في هذا المخيم إلا واعتبرنا ذلك من باب التشويش على مسلسل المفاوضات مع المحتجين ...
لقد قال وزير خارجية جمهورية الوهم الصحراوية يوم 18 أكتوبر 2010 في ندوة صحافية بمقر سفارة دولة البوليساريو بالجزائر :" قال محذرا من هجوم وشيك قد يتسبب في مجازر ضد مواطنين أبرياء عزل " هكذا بالحرف ، وقد دعا الأمم المتحدة للتدخل الفوري لإنقاذ المخيم من هذه المجزرة ..وأكد رئيس البوليساريو ما قال وزيره في الخارجية محمد سالم ولد السلك ، لقد كان قادة البوليساريو ينطقون بما يعرفون أنه واقع لا محالة ومخطط له بدقة ,
وكنا نحن والعالم أجمع كلما سمعنا عن وقوع مجزرة استغربنا كيف لقوات أمنية مجردة من السلاح ولا تحمل سوى هراوات وعصي لفض التظاهرات المدنية ، كيف لها أن ترتكب مجزرة ؟ وقد كانت هذه القوات تسهر على ألا يتحول هذا المخيم إلى بؤرة للانفصاليين داخل التراب الصحراوي ليعبروا عن مطالبهم الانفصالية بطريقة سلمية ، كما كانت تمنع هي وبعض رجال الأمن المدني الذين كانوا يتقاضون أجرا يوميا على حراسة المخيم وخاصة أثناء المفاوضات مع المحتجين ، كانوا يمنعون كل أجنبي عن المخيم من الدخول حتى تسير المفاوضات في اتجاه حل معضلتي السكن والشغل ...لقد كان المغرب يؤكد بسذاجة وبلاهة أن المخيم لا يعدو كونه لصحراويين لهم مطالب اجتماعية ...لقد كان عبد العزيز المراكشي ووزيره في الخارجية لا ينطقان بما لا يعرفان بل إنهما ينتظران تنفيذ مخطط وضعوه مع أولاد توفيق مدين في مخيم كديم إيزيك ، بل كان قادة البوليساريو يناشدون الأمم المتحدة أن تعمل على التدخل لتفادي وقوع المجزرة ...أي مجزة ؟؟
والحال أننا في حوار مع المحتجين ، وقد كان العالم يتابع نتائج الحوار مع المحتجين في المخيم مما نتج عنه استهانة العالم واستخفافه بتحذيرات البوليساريو من وقوع مجزرة ... وقد بلغ السعار مداه لدى قادة البوليساريو حينما تأكدوا أن الدولة المغربية قد التفت حول هذه الحركة الاحتجاجية ولبَّت أغلبية مطالب المحتجين فيما يتعلق بالسكن والشغل ...إلا أن استخفاف العالم بالضجة الإعلامية التي أثارتها أبواق البوليساريو سواء الجزائرية منها أو القطرية استفزت عناصر البوليساريو المندسة بين سكان مدينة العيون فكان صباح يوم الإثنين الأسود 9 0 نونبر 2010 هو يوم تنفيذ المجزرة التي وعدوا العالم بتنفيذها حيث اقتحم عناصر [ النينجا ] المدججين بالسيوف مخيم اكديم إيزيك ، اقتحموه بسيارات تويوتا و على متن كل سيارة ما لايقل عن عشرة [ نينجا ] المختصين في الذبح وقطع الرؤوس والأوصال بالسيوف مما فاجأ قوات الأمن المغربية التي لا تحمل سوى العصي .
لقد اتجه القتلة نحو العزل من المقيمين في المخيم يهددونهم بالذبح إذا خرجوا من المخيم فحاول رجال الأمن العزل التصدي للقتلة بأجسادهم فما كان من [ نينجا ] توفيق مدين إلا أن عملوا السيوف في رقابها وبمهارة المحاربين المتمرسين على الذبح و بقر البطون فعم الذعر المخيم وتصايح الأطفال والنساء والشيوخ وبرزت للعيان صور الذبح التي ذهب ضحيتها 200 ألف جزائري برئ نفذها رجال توفيق مدين خلال العشرية الجزائرية السوداء وتحت أنظار كاميرات العالم ...
لقد كانت مجزرة فعلا كما قال قادة البوليساريو وكما كانوا يعرفون وكما كان مخططا لها بالتمام والكمال ...لقد نجح توفيق مدين في تصدير آلة الذبح المخابراتية الجزائرية إلى عيون الساقية الحمراء بالصحراء المغربية لا لشئ إلا ليرعب الصحراويين وغيرهم ممن لهم ذرة ثقة في بلدهم المغرب ...إن الشعب الجزائري لا يزال مصدوما مما وقع في العشرية السوداء بالجزائر ، ولا يزال مرعوبا من تكرار عمليات الذبح التي نفذها مخابرات توفيق مدين ، و ها هو الجنرال توفيق يجرب منهجه في الذبح والتقتيل في الصحراء المغربية لعله يرعب المغرب بما وقع في عشرية الجزائر السوداء ... لقد دافع رجال الأمن المغاربة عن أنفسهم بخراطيم المياه لرجال المطافئ فقتل إطفائي من الوقاية المدنية ذبحا ...
إن الذين رأوا جثث هؤلاء القتلى من رجال الأمن العشرة المغاربة يؤكدون أنهم ذبحوا ومزقت أحشاؤهم بالسيوف وبمهارة القتلة المدربين على النحر بدم بارد ....
إنه تطور نوعي في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية ، فهل بتصدير منهج الذبح والتقتيل للمخابرات العسكرية الجزائرية إلى الصحراء المغربية يمكن أن تحل مشاكل الصحراويين ؟ أم هو منهج لإطالة معاناتهم إلى الأبد لأن في حل معضلة الصحراء تفتيت لبنية النظام العسكري الحاكم في الجزائر ؟