هذه الاحداث التي سأقف عندها هنا ، انطلقت مجرياتها من مخيّم "الرّوك1" . إنّها جديرة بالإهتمام و بأن نزيل عن وجهها اللثام و نسجلها كوثيقة للتاريخ و للذكرى حتى لا ننسى .
فالروك1 كما يعرف الجميع كان يضمّ في مدخله، تماما على جهة اليمين مكتبا يقوم بتسجيل ضحايا الترحيل التّعسّفي من الجزائر الرّاغبين من الإستفادة من العمل..عملية التسجيل هذه لم يكن يُشترط فيها إلاّ السنّ ، بغظ النّظر عن الإعاقة ( ) و كان يشرف عليها القائد البوسعيدي. لقد كنا نحن المرحلون.. و اضرب هنا و للتاريخ وللذكرى دائما ، نموذج لفوج 1981 و الذي كنت من ضمنه و اصغر فرد فيه و عشت آماله و آلامه ، قلت كنا نحن المرحّلون.. كان من بيننا من يأتي من بركان و الضواحي ، نتردد و باستمرار على الروك1، نقضي اليوم كله تقريبا مصطفّين و ذلك قبل و بعد التسجيل ، في طوابير ننتظر و نترقّب بشوق كبير خبر التعيين . كان يخرج علينا في كلّ مرة عونا من القواة المساعدة ، و يضرب لنا من جديد موعدا آخرا ، كأنّ مثلا البوسعيدي مشغول و سوف لن يأتي هذا اليوم أو ان اللائحة لازالت بيد العمالة..الولاية حاليا، قيد الدراسة ..أو ،و هكذا دواليك إلى أن جاءت التعيينات و بدأنا في التوافد والدخول على البوسعيدي الواحد تلو الآخر ليسلمنا * الدّوصي*.. هكذا كنا نسمّيه ، و ليخبر كل واحد منا بمصيره .. و أقول مصيره و ما كذبت ، لأني، و على ما يقارب الثلاثون سنة التي عشتها قريبا إن لم أقل طرفا من و في هذه الأحداث ، خلصت و انتهيت في الأخير بأنّ الدّوسي. . هذه الوظيفة الهزيلة ، و بصفة تعمّ جميع الأفواج .. السّابقون و اللّاحقون ، و رغم تواضعها فهي قد غيّرت فعلا و بدّلت أحوال الكثير من عائلات ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر، هناك من استطاع بفضلها أن يبني مستقبلا آمنا له و لأبنائه و أصبح أحسن عمّا كان عليه في الجزائر و هناك من أخفق.... وأعرف بالمناسبة كذلك الكثير من أصبح من هذه العائلات في عيشة ضنكا و خسر الدّنيا و ربّما الآخرة .فوج 81 تم تعيين غالبية أفراده على مدينة الرباط ..قطاعي المالية و التعليم العالى ، الكليات و الاحياء الجامعية و المدارس العليا و المعاهد . لابد من أن أشير هنا أن هناك إعتبارات و حظوظ إن جاز لنا أن نسمّيها ، لعبت و دخلت في هذه المفارقات .. مفارقات ما كانت عليه حياة و أحوال الناس في الماضي..الأسر ، وما صارت عليه في المغرب..بين إخفاقات البعض و نجاح البعض الآخر..
.و في انتظار ما ستمليه عليّ الذاكرة من حقائق أؤكّد على أن الترحيل التعسفي للمغاربة من الجزائر و رغم الشّوهة و الآثار السلبية و السّوداوية التي خلفها غلى صفحات التاريخ و على نفوس البشر فهو لم يكن كله نقمة و ستأتي أمثلة حيّة على ذلك في الحلقة القادمة
فالروك1 كما يعرف الجميع كان يضمّ في مدخله، تماما على جهة اليمين مكتبا يقوم بتسجيل ضحايا الترحيل التّعسّفي من الجزائر الرّاغبين من الإستفادة من العمل..عملية التسجيل هذه لم يكن يُشترط فيها إلاّ السنّ ، بغظ النّظر عن الإعاقة ( ) و كان يشرف عليها القائد البوسعيدي. لقد كنا نحن المرحلون.. و اضرب هنا و للتاريخ وللذكرى دائما ، نموذج لفوج 1981 و الذي كنت من ضمنه و اصغر فرد فيه و عشت آماله و آلامه ، قلت كنا نحن المرحّلون.. كان من بيننا من يأتي من بركان و الضواحي ، نتردد و باستمرار على الروك1، نقضي اليوم كله تقريبا مصطفّين و ذلك قبل و بعد التسجيل ، في طوابير ننتظر و نترقّب بشوق كبير خبر التعيين . كان يخرج علينا في كلّ مرة عونا من القواة المساعدة ، و يضرب لنا من جديد موعدا آخرا ، كأنّ مثلا البوسعيدي مشغول و سوف لن يأتي هذا اليوم أو ان اللائحة لازالت بيد العمالة..الولاية حاليا، قيد الدراسة ..أو ،و هكذا دواليك إلى أن جاءت التعيينات و بدأنا في التوافد والدخول على البوسعيدي الواحد تلو الآخر ليسلمنا * الدّوصي*.. هكذا كنا نسمّيه ، و ليخبر كل واحد منا بمصيره .. و أقول مصيره و ما كذبت ، لأني، و على ما يقارب الثلاثون سنة التي عشتها قريبا إن لم أقل طرفا من و في هذه الأحداث ، خلصت و انتهيت في الأخير بأنّ الدّوسي. . هذه الوظيفة الهزيلة ، و بصفة تعمّ جميع الأفواج .. السّابقون و اللّاحقون ، و رغم تواضعها فهي قد غيّرت فعلا و بدّلت أحوال الكثير من عائلات ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر، هناك من استطاع بفضلها أن يبني مستقبلا آمنا له و لأبنائه و أصبح أحسن عمّا كان عليه في الجزائر و هناك من أخفق.... وأعرف بالمناسبة كذلك الكثير من أصبح من هذه العائلات في عيشة ضنكا و خسر الدّنيا و ربّما الآخرة .فوج 81 تم تعيين غالبية أفراده على مدينة الرباط ..قطاعي المالية و التعليم العالى ، الكليات و الاحياء الجامعية و المدارس العليا و المعاهد . لابد من أن أشير هنا أن هناك إعتبارات و حظوظ إن جاز لنا أن نسمّيها ، لعبت و دخلت في هذه المفارقات .. مفارقات ما كانت عليه حياة و أحوال الناس في الماضي..الأسر ، وما صارت عليه في المغرب..بين إخفاقات البعض و نجاح البعض الآخر..
.و في انتظار ما ستمليه عليّ الذاكرة من حقائق أؤكّد على أن الترحيل التعسفي للمغاربة من الجزائر و رغم الشّوهة و الآثار السلبية و السّوداوية التي خلفها غلى صفحات التاريخ و على نفوس البشر فهو لم يكن كله نقمة و ستأتي أمثلة حيّة على ذلك في الحلقة القادمة