[Vous devez être inscrit et connecté pour voir cette image]
الجحيم هم الآخرون
أ الزبير خياط 1
قراءة في "قرارة الخيط"
سيرة ذاتية لتجربة الطرد من الجزائر
1975
عندما قرأت الفصول الأليمة من هذه السيرة الذاتية فكرت في قولة سارتر "الجحيم هم الآخرون" . جمال العثماني الذي سرقت طفولته عندما نزل سيف الترحيل قدرا غاشما على أسرته وآلاف المغاربة لم يعد يرى
1: عضو اتحاد كتاب المغرب. حائز على جائزة الشعر دورة 1994، صدر له: آدم يسافر في جدائل لونجا، الطريق إلى إرم ووقت بين المديح والرثاء تقديم نجيب العوفي.
في الجزائر إلا جحيما . الصور الطفولية الوادعة والجيرة الطيبة والمدرسة والحيوان .. كل ذلك احترق في عينيه . لكن الرماد الذي خلفه الاحتراق صار فينيقا انبعث مثل مارد ليجعل الكلام شاهد إدانة ضد سلوك همجي سكت العالم عنه . بل تكلم الجلاد آنذاك كثيرا وسكتت الضحية . والآن بعد أربعين عاما يعود الكلام الذي لم يكن مباحا بلغة مرة صادمة تعري سوأة الجريمة . وتكشف عن أبارتايد شقيق ومحرقة شقيقة. تحاشتهما المجاملات الدبلوماسية ، والحسابات السياسية التي لم تصلح بين قابيل وهابيل .
ليصيح صوت الضحية : الجحيم هي الجزائر.. الجحيم هو بومدين .
أربعين عاما واللغة المالحة تختمر في الصدر ، تنتظر لحظة البوح التي تنتصر بالكلام للطفل الذي كان أعزل إلا من ذاكرته . الطفل الذي آن له بعد أن استوى رجلا أن ينتصر باللسان على عجز السنان . واللسان عند كاتب هذه السيرة جارح ومشاكس بقدر الجرح الذي تحمّل نزيفه ، وبقدر القهر الذي تحمل جبروته . قرارة الخيط هي كتابة المنكسر المنتصر الذي كسره الترحيل ذات شتاء قارس على حدود وجدة . وجاءنا اليوم منتصرا بالكلمات
الجحيم هم الآخرون
أ الزبير خياط 1
قراءة في "قرارة الخيط"
سيرة ذاتية لتجربة الطرد من الجزائر
1975
عندما قرأت الفصول الأليمة من هذه السيرة الذاتية فكرت في قولة سارتر "الجحيم هم الآخرون" . جمال العثماني الذي سرقت طفولته عندما نزل سيف الترحيل قدرا غاشما على أسرته وآلاف المغاربة لم يعد يرى
1: عضو اتحاد كتاب المغرب. حائز على جائزة الشعر دورة 1994، صدر له: آدم يسافر في جدائل لونجا، الطريق إلى إرم ووقت بين المديح والرثاء تقديم نجيب العوفي.
في الجزائر إلا جحيما . الصور الطفولية الوادعة والجيرة الطيبة والمدرسة والحيوان .. كل ذلك احترق في عينيه . لكن الرماد الذي خلفه الاحتراق صار فينيقا انبعث مثل مارد ليجعل الكلام شاهد إدانة ضد سلوك همجي سكت العالم عنه . بل تكلم الجلاد آنذاك كثيرا وسكتت الضحية . والآن بعد أربعين عاما يعود الكلام الذي لم يكن مباحا بلغة مرة صادمة تعري سوأة الجريمة . وتكشف عن أبارتايد شقيق ومحرقة شقيقة. تحاشتهما المجاملات الدبلوماسية ، والحسابات السياسية التي لم تصلح بين قابيل وهابيل .
ليصيح صوت الضحية : الجحيم هي الجزائر.. الجحيم هو بومدين .
أربعين عاما واللغة المالحة تختمر في الصدر ، تنتظر لحظة البوح التي تنتصر بالكلام للطفل الذي كان أعزل إلا من ذاكرته . الطفل الذي آن له بعد أن استوى رجلا أن ينتصر باللسان على عجز السنان . واللسان عند كاتب هذه السيرة جارح ومشاكس بقدر الجرح الذي تحمّل نزيفه ، وبقدر القهر الذي تحمل جبروته . قرارة الخيط هي كتابة المنكسر المنتصر الذي كسره الترحيل ذات شتاء قارس على حدود وجدة . وجاءنا اليوم منتصرا بالكلمات