Algérie-Maroc


Rejoignez le forum, c’est rapide et facile

Algérie-Maroc
Algérie-Maroc
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
Algérie-Maroc

Forum de discussion entre Maghrébins, expulsés marocains d'algerie,algerie-maroc


-29%
Le deal à ne pas rater :
DYSON V8 Origin – Aspirateur balai sans fil
269.99 € 379.99 €
Voir le deal

Vous n'êtes pas connecté. Connectez-vous ou enregistrez-vous

Cette Khalwa appartient à déporté75 جعجعة الذاكرة

+5
directe
MJB
moi même
admin"SNP1975"
deporté75
9 participants

Aller à la page : Précédent  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  Suivant

Aller en bas  Message [Page 4 sur 7]

deporté75

deporté75

كأنه كابوس فيه رصاصة يصوب الموت إليّ يقول لي قف إرفع يديك و لا تحكي البارود و لا تنطق القطران من حبرك و لا أسمح لك بنصف كلمة تذرفها حرفا على الورقة..أنا عندما أتذكر أحس بالألم و أحزن و يتربع عيني الوالد و الوالدة و أشفق لحالهما على ما تكبدوه و ما عانوه من تلك المصيبة التي عصفت بهم و بالدنيا و عادت تعصف بي..كسيف "بوسيف" يطاردني

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

روّح على نفسك و غنّي لي "شويّة و خذ عينيّ" و أرني الفرح و المرح و اسمعني الموشحات "يا شادي الألحان آه و اسمعنا رنات العيدان يا لالال " و أغنية "يا البلارج يا طويل القايمة لا ترعاش في بحيرة لالة" التي كانت تغنيها "فضيلة الدزيرية" و "يا عمي بلقاسم يا الساكن في الجنينة راه وليدك يبغيني" أيام كانت "نورة" شابة و تسأل "الراس" هل هو "عربي أو نصراني"
غيّر الجو و اطلع تضرب العود مع "حمد وهبي" "في البيت غير وحدو " و "الباب يدقدق" و اعزف بحنكك "غيطة" "بوعلام تتش" و اجلد الطبل نهار رمضان و نهار العيد مع فرقته و مع "الصاموري" رافق "بلخياطي في "طريق الليسي" و "خلّيها تفوت"؟؟

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

في تلك الليلة التي كان عندنا فيها الخبر..قام جدّي يجري و أخذ يتدبّر شؤونه و كيف سيفعل من أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من حوائج..و قد استطاع في ذلك الوقت القليل من أن ينقذ البقر على الأقل لكنه لم يفلح من أن يخلي الحانوت مما أمكن من سلع كانت مدخرة..لم يستطيع فقط إلا من إخراج "الروجيست" الذي كان يسجل فيه "الكريدي" و الحساب مع الناس، أما الباقي فمستحيل و أين سيتركه و من يشتريه منك."الروجيست" تركه جدي "للحاج لخظر" صهره ليتولى أمره و كانت العائلة كلها مفتونة تلك العشية و ذلك النهار و تشتت الماعون يمنة و يسرة و ما قُدّر و هُرّب قليل و ما أعطوه للناس كثير
أنا في ذلك المساء..قبل أن نأخذ البقر بالليل العميق، ذهبت إلى منزل "سي عمر إدير" لأخبره أنني غدا سوف لن آتي للمدرسة لأننا سنمشي للمغرب.يوم غد في الصباح أذكر جاءوا عندي بعض التلاميذ من ذلك الفوج الذي كنت فيه..كنا ندخل مع العاشرة ذلك السبت و كانت لنا حصة في مادة العلوم فيها ساعتين ، و قد استغلوا المساكين الفرصة ليمروا علي و يودعونني قبل أن يدخلوا.. بعد أن أخبرهم "سي عمر" عن الواقعة..و إني أذكر بكل أسف من أسماء هؤلاء الأصدقاء بعد "سي عمر" فقط "لويزة محمد" الذي كان يسكن بجوار "مسيو دولا" النصراني الوحيد الذي كان باقيا في "حمام بوحجر" و الذي كان يمر كل مساء من أمام منزلنا يمشي مع "سلوقه" يسوقه بحزام.. كنا نسكن شارعا واحدا..هو الفوق مع "لويزة" و نحن تحت في الخرجة، يعيش مع زوجته "مادام "دولا" التي كانت تحزم شعرها الكبير في منديل يبدو من وراءها كالقفة و كانا لا يتكلمان مع أحد وحيدين منذ عرفتهم و تركتهم
"مسيو دولا" يكون قد مات هو زوجته، أنا عندي الخبر



Dernière édition par deporté75 le Dim 23 Jan - 23:37, édité 1 fois

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

من هنا..منذ هذه اللحظة، عندما عدت إلى المنزل و أنا أسأل نفسي أين ذهبت، و أين كنت و أين تهت و في أي مكان كنت ؟
كما صرت كذلك أسأل كيف توزّع الخبر و من أين حصلت الناس عليه..لقد كان المنزل يغلي بالبشر كالنمل و أنا ضائع بين الوداع و النحيب و قد نسيت أن أحمل معي "الكلاسور" الذي كنا نلمّ فيه أنا و أخي محمد الطوابع البريدية و كان يضم عدد كبير و أنواع كثيرة..لقد جئنا و نسيناه و صرت أتحسر عليه
مع العصر كنا نركب سيارة "خالي لخظر"..أنا فوق حجر "ربيعة" و محفظتي في يدي فوق ركبتي حتى وصلنا ل"الكوميسارية" و دخلنا مع "البورتاي" إلى الفناء الملغوم

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

صوّرها تحت النخلة و قل لها أطلقي شعرك و اتركها تصعد للجبل و النار تشعل فيها..مذبوحة دمها في "الكيسان" و لحمها في الميزان..جميلة بلا "حمّير" و بلا "بودوري"، ك"رابحة" بنت الجيران الزّين الصافي
اتركها تمشي بلا "تحزيمة"..في "دربالة" مقطعة من الجيب..تقبض الطريق داخلة للحومة تبحث على حبيب ترقص معه
ك"زغيدة" "دّير أتاي من القابصة للبراد و تهبط للواد و تأتي بنعناع "جديد" و قل لها "إجي نهارك يا الخاين و تمّ نديرولك حسابك" ..إذن "ما شي غير و أرواح و قل درت إمرأة" خاصة إن كان "المانو سايقك" و أنت لست من هنا؟؟



Dernière édition par deporté75 le Dim 23 Jan - 23:34, édité 3 fois

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

في هذا العام الذي جئنا عليه للمغرب، كنت أدرس بالثانية المتوسطة و قد كنت تركت مدرسة "الكبيرة" هذه عامين بعد أن أخذت "أسي أم دو" و طلعت ل"ليسي"..و يوم جاءوا عندي "سي عمر" و أصحابي ليُبقونني على خير و عليها نأتي كان ذلك يوم سبت و كنت في الدار و خرجت لهم
في هذا الموسم الذي كنا فيه جميعا، صرت التلميذ الثاني الذي سيغيب عن القسم إلى الأبد..بعد "فاطمة" التي ما ضربت لها حساب ذلك الوقت و لا أثارت في قلبي الشفقة عندما قبّلت زميلاتها واحدة واحدة و عندما مدت إلينا نحن التلاميذ الذكور يدها و صافحتنا و صافحت الأستاذ و ذهبت مع والدها الذي جاء ليأخذها بعد أن وصله القرار ليلتحق بالبوليس و يغادر..و غادرتنا "فاطمة" و استمر المعلم في الدرس و نحن نتابعه إلى أن رنّ الجرس و خرجنا نجري و لا أحد تذكر فاطمة و لا أنا تذكرت أنّ الدور سيأتي عليّ و إن خارج القسم..و إن في بروج مشيّدة..لن يطلقك
هذه التلميذة.."فاطمة" صرت أتذكرها كثيرا و تعذبني، و عاد وجهها يطالعني و صرت أراه أكثر مما كان معي في الفصل..اسمها بالكامل "السانبي بوجمعة فاطمة"..دارهم كانت أمام "التفيشي"..أبوها عنده فيه حانوت، هو من جاء ذلك النهار عندما كنا ندرس عند الأستاذ "المناصري" اللغة الفرنسية و طرق الباب و رأيته واقفا يتحدث للأستاذ ويطلعه على الخبر
لقد خرجت "فاطمة" مسكينة حزينة منكسرة و متأثرة و يألمها الفراق..هي ربما كانت غير مثلي..أنا كنت مسرورا فرحا بالخبر و متى أمشي و أسافر...و لما سافرت و ذقت الموت و استفقت صرت أموت من الندم على شعوري من "فاطمة" و من نفسي التي كانت تنظر باردة كالحمار

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

كن كالفراشة التي كانت تدور على المصباح المعلق بالخيط من السقف،و ربّع رجليك و اقعد تأكل الطعام بخبز "كوشة" التراب تمسح "الطبسي" من الإيدام..تشرب الماء البارد من "الغراّف"..تشدّ ركنك في الفراش تنتظر "محاجية" ترويها لك "حنّاك يامنة" حتى تأخذك عينيك و تنام و ابدأ تحلم "تيك تاك، تيك تاك" مثل الساعة تعدّ الزمان الماضي لا يشفع وقته و إن حسبته..دكّه العقرب و أكله الحوت جيفة متعفنة بالغرق

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

مرّت جميلة حياتي هناك عندما كنت طفل و لم أحرم من أي شيء فقط الكلب لم يكن عندنا .
الكلب كان يقول الوالد و الوالدة إنه حرام و الدار الذي يكون فيها الكلب لا تدخل إليها الملائكة، و إن لحس كسوتك فبدلها، و إن مشى على فراشك فاغسله و إن مر أمامك فباطلة هي الصلاة..و لذلك أذكر الآن لماذا غسلوا أفراد العائلة أغلفة "المطارح" و الفراش و نفضوا الحوائج في ذلك النهار الذي أتى فيه جدّي بذلك الطبيب الفرنسي البيطري ليفحص البقرة التي كانت "عيّانة" و كان معه كلب صغير .."كانيش" مدلّل الذي عندما كان الطبيب يجلس مع جدي في "الصالة" و يفهمه عن الدواء للبقرة كان هذا "الكانيش" يتحرك..لا يهدأ.. يقفز فوق الفراش و لا يرتب و أنا جالس في الطرف أتابعه و يأتي من جهتي يشم رجليّ حتى أشك أنهما "خانزين" يُعطيان الرائحة..و لمّا خرجا الطبيب و الكلب يتبعه، سارعت الأسرة بعد أن أخبرهم "الحاج" بالجرو و ما فعله في الفراش من مشي و دوران في كل مكان من "الصالة" و بدأوا في الغسيل ..يغسلون و بعض الآخر من الفراش "شمسوه" أمام الشمس التي تزيل النجاسة حتى يصبح المكان نظيف صالح للصلاة و صالح للملائكة

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

أوّل صورة تصورتها في حياتي قبل المدرسة بكثير، كانت تلك الصورة التي تصوّرنا فيها أنا و أخي محمد في الحوش الداخل، و من صوّرنا كان مصوّر فرنسي جاء يصوّر "ربيعة" و "ميلودة" لأجل صور "لاكارت سيجور"...أنا الصورة لازالت معي، لكن المصوّر و السبب حتى كبرت و سألت و قالوا لي من و كيف صار
لكن لماذا لم تخرج "ربيعة" و "ميلودة" عند الصواّر؟ ، هل لم يكن هناك واحد في "حمام بوحجر" أم أيام كانت المرأة عيب تخرج و "الحاج" كان يحشم قبالة الناس؟

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

تبدّل الحال و دار الزمان و ستغيب هكذا..
كلام مسّوس..
ماء في الرمل
ضربا من الخيال..
هائما كالحمام فوق القرميد
تذكر الآه
في جوف الليل..
تنهت
لا يشعر بحمّتك إلا صدرك،
يلتهب صخرا ثقيلا
جاثما عليك
يطوّقك
يحسبك الناس مسرور و لا همّ لديك..بالنهار تمشي بينهم كالفراشة..تجري و الأرض لا تطاوعك..في كل مكان..مع أي كان خفيف الظل تتكلم و تبث السلام يا سلام عليك
أنت تعرف أكثر مني أن قوّتك في نهارك ، يأخذك يومه و ناسه و تنسى فيه ، لكن بالليل و عندما تخرج من المجتمع و تدخل رهبانيتك،
تجتمع الحمم..
تتأجج
و يركبني الجبل صور باقيات تنبض أسا يؤسفني ذكره

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75




منذ أن خرجنا من الدار، و وضعنا رجلينا في الدرجة الأولى من الحافلة و غادرنا "الكوميسارية"، نكون قد دخلنا منعطف آخر بدأ فيه الخوف يسأل و بدأت فيه ترى أفئدة الناس كيف هي منكسرة في صمت رهيب تركب الرحيل المتعسف في وسط الظلام و البرد يحلب الجليد.
أناكنت هنا..معهم راكب..غائب في ذهول..حتى عائلة خالي "عبد الرحمان" التي كانت تركب معنا في الحافلة و كانت في "الكوميسارية" مثلنا تنتظر في المصير المجهول لم أذكرها و لم أعلم بوجودها و أنها كانت هي الأخرى معنا لو لا سماعي المحفور في الذهن بعد أن توقفنا في "تموشنت" و نزلوا الكبار عند الشرطة و استمرينا في السير..عندما قالت "مليكة" زوجة خالي لمن كانت أو كان بخلفها أنها رفعت "لاردواز" و أنها ضحكت...من هنا عرفت أن أسرة خالي كانوا معنا و يركبون في الحافلة و بعدها عرفت كذلك أن في هذه الوقفة..في "عين تموشنت" قد صوّروهم و أن اللوحة كانت تحمل رقما.. و عائلة عمتي "مومة"، هي كذلك لا أذكر عنها أني قد رأيتها في "الكوميسارية" أو في الحافلة ..و لم أعرف أنها كانت معنا إلا عندما طلقت "عمتي مومة" تلك الصرخة المدوية..عندما كنا قاعدين في المقاعد..عندما كنا تسير..هذه الصرخة خوفها هو الذي أيقظني و أخبرني و عاد يفشي لي ما نسيته و أن عمتي "مومة" و بناتها كانوا معنا .مع عائلة خالي "عبد الرحمان" نركب جميعا نفس الطريق، و إني أذكر الآن كيف بدأت المسكينة تهذي و تنادي على "عيشة" ابنتها و"عيشة" على جنبها تقول لها اسكتي و عمتي"مومة" المسكينة لم تسكت و عندما سكتت لم تنطق و بقت ساكتة خارج الزمان إلى أن ماتت رحمها الله
عمتي"مومة" المعروفة في العائلة باسم "بنت حميدة".. تلك الليلة المشئومة كانت مع ابنتها "عيشة" و "الزهرة" و كنّتها "حليمة" زوجة ولدها "البكاي" الذي كان في فرنسا آنذاك و قد وجدوه عندما دخلوا إلى المغرب و لم يسكنوا في المخيمات و كان ابنه "محمد" في الحجر تحمله أمه و كان صغيرا عليّ و "ماميّة" صبية كنت أنا كبير عليها و "الشّيخ" لم يكن قد زاد
. أما أسرة خالي "عبد الرحمان" فكانت من " مليكة" و أولاده.. "بنعيسى" و "سعيد" و "محمد" و "جمال" الذي كان صغير في الذراع
اليوم نحن كلنا صرنا كبار ..البعض في "سلا الجديدة" و البعض في "وجدة" و آخرون في فرنسا و منا من صار أب و منا من أصبحت أمّ و ها هو "بنعيسى" قريب يزوّج ابنته و يصبح جدّ و أنا قد تزوجت "روطار"..إبنتي صغيرة





http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

صرت أذكر كذلك مع من جابوهم معنا كانوا أولئك "السواسة" الذين كان لها حانوت وراء المسجد الصغير و كان كبير و فيه سلع كثيرة..هؤلاء "السواسة" المبثوثون في كل مكان في الدكاكين كنت أحسبهم "زواوة" ك "لونيس" صاحب الحانوت الذي كان في "لاصولير" أو ك "سي صغير" الذي كان بجنبنا أين كان لنا نحن أيضا حانوت..أنا ما صرت أعرف أن "سواسة" هم من "سوس" العتيقة في بلاد المغرب إلا بعد أن دخلت إلى المغرب ، و الأصوات التونسية التي سمعتها عند الديوانة لما وصلنا ، لم تكن لمواطنون تونسيون و إنما مغاربة كانوا يسكنون في الشرق من جهة "قسنطينة"و "عنابة" و "سطيف" و يتكلمون ك "توانسة"

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

قرار الطرد و العري الذي صاحبه، هو المنعطف والقاسم الذي شتت العائلة الكبيرة من خال و عم و خالات و عمات و من النسب و الصهرا المجموع في "حمام بوحجر"..و "الحاج قدور" زوج "الزهرة" لم أره منذ جئت. تفرّقنا كأولاد "الحجلة" و لم نعد نلتقي و لا نعرف الخلف و لم نحضر أعراس و لم نمشي في جنازة "خالي الميلود" الله يرحمه
عندما أتفكر، أقول أنا عندي الحق في أحكامي و في قلبي الحقود على الجزائر
ماذا أقول..الحصيلة من الفاصلة الممدودة على سطر الجبين هي الجزائر دنيا غداّرة و نحن ثقنا فيها



Dernière édition par deporté75 le Jeu 27 Jan - 19:04, édité 1 fois

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

قضينا ثلاث شهور في الدار التي أسكننا فيها "عمي الواسيني".. بعد أن خرجنا من "الخيرية"، و بعدها اكترينا دار في "المحلة" و بدأ "أحمد يبعث لنا "الماندة" و اشترنا منزل كان في حي في طرف "وجدة" لا أعرف كيف اهتدى له جدّي، كان هو التالي و علامة الأربعين دونه تبدأ..صار اليوم في الوسط و ليله كنهاره يضيء، و كان لا يتوفر على أدنى شروط الحياة و بدأنا نشعل الشمع و نشرب من القلّة و واد احار "مطمورة" أمام الباب.. كان يمر رجل له بغل يجر "سترينة" يخوّي "المطمورات" و يدور على من يريد، و كنا نتعشى بالقليل و ننام باكرا و "حنّة يامنة" لم تعد تحاجي و كأنها تبدّل عليها الحال
اشترى جدّي "كروسة" و بدأ يبيع و يشتري الكسوة البسيطة و يتبع الأسواق و كان رجل غير كسول حرفته التجارة و كنا نذهب معه يوم الأحد، أنا و محمد إلى سوق "فلاج الطوبة" و نفترش "الباش" و بالمدة أصبح لنا مكان معلوم و "الحاج" بدأ يعرف و يعرفه الناس . "الكروسة" كانت تعيننا كذلك في الماء.. كنا نسقي عليها و كانت تحمل خمسة و عشرون قنّينة أذكر من حجم خمسة ليتر و كنا نزيد عليها بعض "القلاّت"، و السقّاية كانت في الحومة و كنا نمشي و ننتظر دورنا بساعات
من كان يظن عليها إذن..من الضوء إلى الظلمة و من "السبّالة" تتدفق على الصهريج الذي كنت أسبح فيه إلى ..أشرب و قس، و من قضاء الحاجة تحت المصباح و الماء يُهرق، صرت أخرج إلى الخلاء و أمسح بالحجر حتى لا تبقى الرائحة و هي تحتاج لماء كثير

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

زم فمك و اعقد لسانك و اندثر عودا من الشجر في غابة رعناء لا تفقه إلا لغة الخشب، و اعلم أنك لست خيرا من البشر و لا فردا مميزا و إن لم يعجبك الحال فهذا البحر أمامك..أنطحه إن تقدر
سيضيع وقتك في الأسف عن شيء فات و تحرم نفسك من الحياة و لن يعود ما تريده
إجعلها كانت و خلاص انتهت و عش مع العباد وانظر لمن هو تحتك و ستحمد الله
و قل اللهم قدّر إنها كانت مكتوبة في الكتاب و إن من صنع البشر و للأشياء أسباب...و سبب تعاستي "بومدين" كانت نهايتي على يده
هذا هو السبب

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

اليوم نهار الجمعة، و فيه ذهبت أزور الموت في مقبرة "واد الناشف" التي وجدتها تغرغر بالقبور و كأن الناس كلها ماتت..و قبر جدّي الذي كنت أعرفه صرت أبحث عليه بين الأموات و أقرأ الشاهدات حتى وجدته
قويدر ولد امبارك
الإزدياد سنة 1912
توفي يوم الجمعة 17 نوفمبر 2000
الموافق 16 شعبان 1421
أما "حنة يامنة" فكانت الشجرة هي وسيلتي، قبرها غير بعيد عليها، عندما أقف تظهر لي الشاهدة بحروفها
يامنة بنت بوجمعة
الإزدياد 1893
توفيت في 14 فبراير 1980
و كذلك قبر "الحاجّة خظرة"..أذهب إليه مباشرة و علامته هي الصور الضارب على القبور من جهة الواد، في الصف الخامس ممددا تحت التراب في صمت و أسلم عليه و به أختم الزيارة و أخرج تاركا المداد ينقل الميلاد و تاريخ الوفاة سائلا الواقف على ورقتي أن يدعو لهم بالرحمة
خظرة بنت بنعيسى
الإزدياد 1926
توفيت في 16 أبريل 2007

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

تعود من ثاني للموت تحكي أيام الحياة الفانية تتوسل حفرة قبر يغطيك بالتراب و ينهي أجلك الذي طال أمده و أنت حي ملحاح ترجو الآخرة و صحبة الدار و الأيام الخاليات التي لن تدوم
موتك مته من زمان و ما أنت إلا طيف من حياتك..تعيش حي ميت بعمر فان قبل الأوان أماتك، و قضى عليك..في شريط الحدود شُقّ قبرك و عليه كُتب موتك
جمال العثماني
الإزدياد 1962
توفي يوم السبت 27 ديسمبر 1975





Dernière édition par deporté75 le Sam 29 Jan - 18:16, édité 2 fois

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

أكتب باليد اليسرى و اغطس الريشة في المحبرة و اغرف المداد و اصنع الجداويل و اجعلها قراطيس تشفي من الصرع معلقة تحت الإبط مشدودة بشريط و ضع عليها لبانة صفراء تطرد عنها العين و في معصمها اعقد قطعة "حنتيت" و احزمها بخيط و ادهن صدرها بدفئ "زيت الزيتون" و بخرها بنبتة "فليو" و انفث عليها الدخان
الكتابة عندما تعطس فاعلم أنها قد أعماها البخار و أصابها المس....و كذب المنجمون و لو صدقوا



Dernière édition par deporté75 le Sam 29 Jan - 0:58, édité 1 fois

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

و لم أوفق في الدراسة، و المناهج التعليمية كانت لي عائق و صرت محبطا..ربما
كنت نفسانيا مصدوم و أنا لا أعبئ و لم أستطع أن أساير و قد حاولت و لم أفلح و ذهبت أسجل نفسي في مكتب "القايد البوسعيدي" الذي كان في "الرّوك" و يعطي الخدمة للمطرودين و أخذت "بلاصة" أنا كذلك و كانت في الرباط
في "وجدة" أين كنت و في "الرباط" حيث جئت أعمل وجدت أشخاص كثيرون كانوا يعيشون هناك في الجزائر و أصبحوا بعد الطرد هنا في المغرب و عرفتهم و التقيت بهم في هذين المدينتين و مدن أخرى و كأن الجزائر كانت بهم كلها مغاربة .. وجدت "محمد" من "طروا مرابو" و "خيرة" من "سانك كلو" و "المامون" من "شباط" و "أحمد" من "الحناية" و "رحمونة" من "ولاد ميمون" و "عبدالقادر" من "تلاغ" و "عمي الميلود" من "مستغانم" و "براهيم" من "حاسي الغلة، و "عمتي ربيعة" من "بلعباس" و وجدت من كان في "الرمشي" و "بوتلليس" و "تموشنت" و "العامرية" و "مغنية"، و من "غليزان" و "رزيو" و "تليلات" و كان أصحاب "وهران" هم الأغلبية.."عبدالله" و "البشير" و "قاسم" و "حدّو" و "الهواري" و أصلهم كان من الناظور و إن جئت أذكرهم كلهم فكثير.. و أنا من "حمام بوحجر" لا أتكلم الأمازغية.. أصلي عربي و مكتبنا "السعدية" تم منه الإسم العائلي..العثماني..لعثامنة..حوز البحر العجرود و هنا كانت حكاية جديدة و دخلت "الرباط" على الخط

http://jamalelatmani@yahoo.fr

admin"SNP1975"

admin
Admin

admin"SNP1975" a écrit:C'est avec une grande émotion que je suis entrain de lire un pan de ton histoire ou de ta mémoire qui a été tatouée un certain jour du 27 décembre 1975.
Non cher ami, il ne faut surtout pas se taire .Dieu a voulu que Djamel Déportés 75 soit un messager pour des personnes qui souffrent et qui n'arrivent pas à s'extérioriser. Je pense qu'on est entrain de faire ce travail de mémoire pour les gens qui sont en dessous de nous et non pour ces déportés intégrés à l'échelle au dessus de 1. Eux , ils sont là, pour squatter notre souffrance afin de rendre leur entreprise commercial plus performante. Eux, ils ont mis notre douleur et notre mémoire derrière et nous on a préféré la mettre devant ,et donc forcement cette cause nous habite à tel point que notre réussite professionnelle est reléguée au second plan.
J'attends avec impatience la suite du récit concernant chacun de ces déportés que tu as cité plus haut.
Merci



Dernière édition par admin"SNP1975" le Sam 29 Jan - 2:28, édité 1 fois


_________________
Visitez notre blog de mémoire:

 http://0z.fr/5tknP
http://www.marocainsdalgerie.net

deporté75

deporté75

و خرجت "حمام بوحجر" من البال و استبدلت ب"وجدة" و أصبحتُ من "الرباط" متعلقا بها لأن فيها الوالدين و صرت أحبها و عندما عدت إحتضنتني و ها أنا أعيش فيها أبا يحن إلى الطفولة..يعود يتذكر من جديد "حمام بوحجر" بعد كل هذا الزخم من المشاهد و المحطات التي رافقتني في حياتي و أبرزها "الرباط"، تبقى "الحمام" حجر ة الزاوية و "الرباط" مرتع الشباب و انسكب و "وجدة" الحبل الموصول بين الحياة و الموت .. في الوسط

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

ماتت "عيشة" التي كانت تخدم معنا في "الرباط" بالسرطان و دفنوها في "وجدة" الله يرحمها، و "عيدة" تزوجت و ذهبت إلى "فرنسا" و عاد "العربي" ل"بركان" و لم يصبر و نحن توزعنا مجموعات و كنت أصغر واحد في فوج 81 وقد ذهبنا من هنا في قطار التاسعة ليلا في "الكاتريام" نحمل اللوازم داخلين العاصمة متوجهين لكلية الآداب و اكترينا بيت في "حي البريد" مع العسكر..أنا و "محمد" و "براهيم" و "الطيب" و "مصطفى" الذي غادر من بعد و قالوا لي اليوم إنه في ليبيا و بدأنا نجمع في العش و تشاركنا في "البوطة" و "المرميطة" و "البراد" و حوائج "الكوزينة"

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

بعد إحدى عشرة شهرا بلا "خلاص" و المعركة مع الخبز تنسى كل شيء و تظل تبحث على أن تبقى متماسك كالعلقة ترى كيف تنجو بنفسك و لا تسقط ..كانت العيشة هم محنته كبيرة لكن كثرته تّضحك و تسلي و في الدنيا عجائب غريبة مرت..
أنا أعرف صوت الجوع ينطق من البطن و حُرم عني النوم في الثالثة صباحا و كنت أفكر بالعودة كما فعل "العربي" و أغادر و اللهم الدار و لا العار و اللهم التبن و لا الغبن.. لكني لم أفعل و حشمت أرجع و يضحك عني الناس و يقولوا ليس رجل

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

بيت فيه نأكل و فيه ننام و فيه نطيّب و فيه نكمي الكيف و الدخان و الأحذية و "التقاشير" معنا تبيت و كنا لا نتركها في وسط الدار مخافة السرقة و كانت كل بيت من هذه الدار تحوي زمرة من "الزوفرية" و كانت أغلبهم من الجنود و كان الداخل و الخارج بلا حساب
كنا نذهب في الصباح إلى العمل جميعا و كان بعيدا و مع منتصف النهار نبقى تمّ و لا نأتي و نتغذى بعلبة "سردين" و خبزة، و مرة أخرى بنصف لتر حليب و "فليتة" و نجلس نأكل في حديقة "باب الرواح" فوق الحشيش و فينا من كان ينام عليه..و كانت تعجبنا.. كذلك "البيصارة"..نأكلها في "باب الحد" و نُضاعف ملعقة زيت الزتون فيها ليشدّ، لكنها لم تكن كتلك "البصارة" التي كان "محمد" يُوجّدها لنا في البيت.. كان يضع مع "الفول" حبات من الثوم و عندما يطيب يجعله في طاحونة الطماطم و يطحنه و يبدأ يسيل ، ثم يُعاود له الطبخ ويرمي فيه قطعة "كنور" و الزعفران لتبدو جميلة تعجب العين و تفتح الشهية
عندما جاءنا "الرابال" نزلت إلى "وجدة" و في جيبي فلس أو فلسين..فقد كان فيّ "الكري
دي" و ما توصّلنا به لم يكن كثير

http://jamalelatmani@yahoo.fr

deporté75

deporté75

في "الرجاء في الله" سكنا في دار من ثلاث بيوت..أنا و محمد و براهيم و الطيّب..كانت هذه الدار توجد في ممر مغلوق و ترفع فوقها طابقين تسكنهما صاحبة الدار و أولادها و كان مظلم و نشعل الضوء بالنهار فيه و "الفوطة" التي تمسح بها تصبح "غاملة" و تترك رائحة على وجهك و إني أشمّها في بعض الطلبة الآن عندما أسلم على أحدهم فيه و أتفكرها و أتذكر و أعرف أن الطالب الذي سلمت عليه يسكن في دار لا تدخلها الشمس..كما كنا إن "قلينا" فيها الحوت تبقى الرائحة شهر تدور و لا تجد من أين تخرج و تلتصق بكسوتك و تصبح رائحتك حوتا نتنا يفوح

http://jamalelatmani@yahoo.fr

Contenu sponsorisé



Revenir en haut  Message [Page 4 sur 7]

Aller à la page : Précédent  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  Suivant

Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum